القاهرة - أ.ق.ت - فادى لبيب : تحت عنوان : " فى ذكراه السنوية السادسة ، و أيام مع محمد تيمور" ، كتب الخبير الاقتصادى هانى توفيق والرئيس السابق لكل من شركة مصر لرأس المال المخاطر ويونيون كابيتل ، فى ذكرى وفاة صديقه ووشريكه الدكتور محمد تيمور، الخبير الاقتصادى الكبير ورئيس الجمعية المصرية للأوراق المالية ورئيس مجلس إدارة شركة فاروس لتداول الأوراق المالية، قائلاً : تعارفنا فى نهاية عام ١٩٨١ عندما أقنعنى بالاستقالة من عملى كمدير إستثمار فى احد البنوك للاشتراك فى تأسيس المجموعة المالية المصرية ... كنا وحدنا تقريباً فى سوق المكاتب الاستشارية مابين عامى ١٩٨٢ و ١٩٨٨ مما أكسب المجموعة سمعة مهنية و خبرة واسعة فى كافة قطاعات الإقتصاد المصرى، و كنا بذلك أول من بدأ دراسات برنامج الخصخصة بالتعاون مع المعونة الامريكية ، ثم فيما بعد إنشاء و إدارة شركات رائدة فى كافة أنشطة البورصة وسوق المال منذ اوائل التسعينات.
كان رئيس مجلس الادارة وكنت العضو المنتدب معه فى كل شركة اسسناها خلال ١٥ سنة تقريباً، و آخرها بعد إندماج المجموعة المالية / هيرميس حيث إستقلت بعد شهور قليلة لإختلاف الرؤى ، وتفضيلى الاستقلالية و بدء كيان جديد. وعند قيامى بمبادرة لتأسيس الجمعية المصرية للاوراق المالية كان الرئيس وكنت معه الأمين العام لعدة سنوات ، ثم إستقلت أيضاً لإختلاف الرؤى دون أن يفسد ذلك علاقته الطيبة و روحه المرحة معى و إتصاله الدائم بى ، واسدائه المشورة لى أو طلبها منى ، ومتابعة تحركاتى سواء الشخصية أو المهنية دائماً وعلى طول الخط ، مما يظهر مدى ترفعه و تسامحه عند إختلاف وجهات النظر.
منحنى الثقة الكاملة ، و دون اى تدخل من جانبه ،
فى الادارة الداخلية و الإشراف على تفاصيل العديد من الدراسات الإقتصادية والمالية
وخطط الطروحات العامة والخاصة التى تولتها المجموعة ، و تفرغ هو لتنمية أعمال المجموعة ، و نجح بكل حرفية فى بناء أفضل سمعة و شهرة للمجموعة
بالداخل والخارج.
تحمل
سخافتى و إنفلات بعض مقالاتى الناقدة و علاقتى التصادمية فى اوقات كثيرة بالمسئولين
سواء بالوزراء أو برئيس هيئة سوق المال وقتها ، رغم ماكان لذلك من بعض الأثر السلبى المحتمل على أعمالنا. أذكر يوم عنفت إبنه الاكبر لعدم حضوره المكتب فى
الموعد المحدد صباحاً و أعدته للمنزل قائلاً له بالحرف : انت ستكون رئيس هذه الشركة
او غيرها مستقبلاً ، ويجب ان تكون اول الحاضرين صباحاً.
ولما
وصل الدوك ( كما كنت اناديه فيما بيننا ) مكتبى ، وبدلاً من عتابه ، الذى كنت اتوقعه
، قال "يستاهل التأنيب .. ده ابنك قبل مايكون إبنى"، زوجته المرحومة
مايسة كانت بمثابة أخت لى وأفضالها علينا أيضاً كمجموعة لاتُنسى.
أتذكر
رحلاتنا المشتركة لأفريقيا عندما عملنا كإستشاريين لدار المال الاسلامى فى منتصف الثمانينات
و واضطرارنا للمبيت فى خيمة بدائية فى تنزانيا
و الاستحمام تحت دوش فى الشجر وسط القرود،
وهو فى حالة اندهاش كامل وتواضع ذوى الاصول الطيبة.
آمن
الدكتور تيمور رحمه الله بالليبرالية السياسية
والإقتصادية، و تميز بالدبلوماسية و الكرم
و التواضع و حلاوة اللسان و حسن المعشر ، بالإضافة إلى شبكة واسعة من العلاقات
الاجتماعية ، و أيضاً الالتزام بالعمل الجاد مع الرؤية الثاقبة و التفرقة الحادة بين الخطأ و الصواب ، فأحبه و إحترمه الجميع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق